أمين عام تجمع رؤية وطن: ما جرى مع صُنّاع المحتوى يكشف أزمة ثقة وانحدارًا أخلاقيًا يستوجب الوقوف عنده
وكالة أهل العز الإخبارية – متابعة
أكد أمين عام تجمع رؤية وطن أن الحادثة التي تعرضت لها مجموعة من الشباب العراقيين القائمين على مبادرة إنسانية لجمع التبرعات داخل غرفة زجاجية في بغداد، ليست حادثة عابرة، بل تمثّل “مرآة خطيرة لحالة التصدع الأخلاقي والاجتماعي وعلاقة الدولة بالمجتمع”.
وقال الأمين العام في تصريح صحفي إن الشباب المشاركين في المبادرة “استحصلوا جميع الموافقات الرسمية، وقدموا نموذجًا إنسانيًا شفافًا لجمع تبرعات لشراء كراسي متحركة وجرعات لمرضى السرطان، وقضوا أكثر من عشرة أيام داخل غرفة زجاجية بلا مقابل، أمام الرأي العام”، مبينًا أن “الإرباك الذي تعرض له المشروع بإغلاقه من قبل جهات أمنية رغم الموافقات، ثم إعادة افتتاحه بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء الذي دعم المبادرة بمبلغ عشرة ملايين دينار، يعكس خللًا إداريًا يجب معالجته”.
وأضاف أن “الحادثة لم تكن في الإغلاق أو إعادة الافتتاح، بل في موجة التعليقات المسيئة والمشككة التي طالت المبادرة، والتي تكشف مستوى الانحدار الأخلاقي الذي بات يُمارس تحت عنوان حرية التعبير، في وقت تحوّل فيه النقد العشوائي إلى سلوك يومي يجرّح ويطعن بلا مسؤولية”.
وأشار الأمين العام إلى أن “22 عامًا من الفشل السياسي والفساد والوعود غير المنجزة عمّقت فقدان الثقة، حتى بات البعض يتعامل مع كل مبادرة خيرية باعتبارها مشروعًا مشبوهًا”، موضحًا أن “إرث الاستغلال الذي مارسته جهات مختلفة عبر سنوات جعل المجتمع حساسًا تجاه أي نشاط إنساني—even حين يكون علنيًا وشفافًا”.
وشدد على أن “ثقافة الإحباط المتراكمة دفعت بعض الشباب إلى مهاجمة كل محاولة للإصلاح أو الخير بدافع اليأس، لا الاعتراض”، لافتًا إلى أن “غياب القدوة الرسمية وعدم تقديم الدولة لنموذج أخلاقي وإنساني حقيقي ينعكس مباشرة على سلوك المجتمع”.
وختم الأمين العام تصريحه قائلاً:
“الحادثة ليست عن غرفة زجاجية… بل عن مجتمع يحتاج إلى ترميم الثقة، وإعادة بناء المعايير الأخلاقية، وحماية المبادرات الإنسانية بدل التشكيك بها. نحن أمام درس مهم: يجب أن نستعيد ثقتنا ببعضنا قبل أن نتحدث عن استعادة الثقة بالدولة”.
About The Author
